بحث مخصص

الكتب الدروس مجتمع تقنية

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

نص خطاب الملك السامي الذي القاه اليوم في مجلس النواب

بواسطة البحرينية


بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقر ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يسعدنا أن نفتتح , بعون الله , الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني الموقر إيذاناً بمواصلة مسيرة الخير والعطاء , ونقّدم لكم التهنئة الخالصة , على اختياركم لتمثيل المواطنين والوطن , وهو ما يضعكم على مستوى المسئولية الكبرى التّي نذرتُم وأعددتمُ أنفسكم للاضطلاع بها .
وإنها لمناسبةٌ تاريخية ومرحلةٌ متقدمةٌ من مراحل البناء والعمل , في وقتٍ يتطلّع العالمُ كله إلى تجربتنا الديمقراطية بالإكبار , ويشيد بنجاحها , ورسوخها , وانجازاتها في زمن قياسي قصير , وهو إنجازٌ ما كانَ له أنْ يتحققَّ لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ورعايته .
أيها الأخوة والأخوات , أعضاء المجلس الوطني الموقر : تنتظركم اليوم واجبات كثيرة , سواء في مجال تطوير القوانين وسَنِّ التشريعات , أو في مجال إقرار الحقوق وحماية الحرياّت , أو مجال الرقابة على الأداء الحكومي وإصلاح الأوضاع , أو مجال التنمية الاقتصادية , وغيرها من المجالات وهي واجباتٌ لن تكون سهلةً وميسورةً إلا بتعاونكم وتكاتفكم وتعاونكم مع الحكومة الموقرّة التّي لن تألو جهداً في التعاون معكم , وفي تسهيل مهمتكم , فهدفكم وهدف الحكومة واحد , وهو خدمة الجميع الذّين ينتظرون منكم المزيد من الجهد والبذل والعطاء ، في إطار ما نعتز به من شراكة وطنية جديرة بكل رعاية تجمعنا معاً .
وفي هذا السياّق يطيب لنَا أنْ نشيد بّما أنجزته حكومتنا الموقرة, برئاسةِ صاحب السّمو الملكي , العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر , في مختلف ميادين العمل , حيث أظهرتِ التزاماً واضحاً بتطبيق القوانين , وتنفيذ الخطط التنموية الشاملة , وحماية الأمن والاستقرار , وخلق فرص الاستثمار والعمل , كما يطيب لنا الإشادة بجهود ولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وما حققه من تطوير للرؤية الاقتصادية للمملكة من خلال مجلس التنمية الاقتصادية والذي كلف بإدارة الاقتصاد الوطني ، وفق نهج تكاملي يحقق للمملكة عهدها الريادي .
كما نشيد بقواتنا المسلحة لقيامها بمتطلبات الجاهزية الدفاعية عن الوطن ، فالشكر لله أولاً ولجميع منتسبي قوة الدفاع ضباطاً وضباط صف وأفراداً ، وفي الوقت ذاته نشيد بما أبدتُه المؤسسات الأمنية من انضباط وتطبيق القانون على المخالفين له , حفظاً للبلاد , وحماية للمكتسبات , فليس أدعى للتنمية من الأمن والاستقرار ويطيب لنا في هذا المقام أن نعرب عن الشكر لمعالي وزير الداخلية على ما بذله من جهود مقدّرة في سبيل هذه الأهداف .
واليوم أمامنا مهام عدة مستجدة لا بد من التصدي لها ، وانجازها ، نلخصها في التالي :- أولاً : مواصلة الجهد لتطوير التعليم في بلادنا من خلال مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب وغيرها من البرامج الرائدة ، ودعم جهود مجلس التعليم العالي للارتقاء بهذا القطاع الحيوي لأداء مهمته على الوجه الأكمل .
ثانياً : ننوه بالجهد الذي يبذل في إدارة الاقتصاد الوطني ، والذي انعكس في الحفاظ على معدلات نمو إيجابية ونسب متدنية للبطالة ، وذلك في فترة مر فيها الاقتصاد العالمي بأزمة حادة امتدت آثارها وتداعياتها إلى مجمل الهياكل الاقتصادية على مستوى العالم .
ولا شك أن هذا الجهد البناء يتعين أن تصاحبه مراجعة للخطة الاقتصادية وسياسات مالية متزنة تكمله وتعظم من مكتسباته ، بحيث يتم التقيد بالموازنات والإعتمادات المالية الموضوعة وإخضاع المصروفات الحكومية للمراجعة المستمرة ، بغية استعادة التوازن في الميزانية العامة للدولة في أقرب مدى زمني ممكن .
ثالثاً : وعلى مستوى السياسات والإستراتيجيات الخاصة بقطاع الطاقة ، فإننا نثمن التطورات الإيجابية في هذا القطاع في السنوات الخمس الأخيرة ونؤكد بأن السمة المميزة لهذه التوجهات ينبغي أن تتميز بالاستدامة ، بحيث تمثل إطاراً عاماً للعمل في هذا الميدان على نحو يحقق الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة بأنواعها ويجعل من هذا القطاع قوة دافعة للنمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية وأداة لإيجاد فرص عمل جديدة وبما يسهم في رفع مستويات المعيشة ، مع العمل على تحري كافة المسارات المتاحة بغرض تحديد مصادر الطاقة الأكثر فعالية وأمناً وتحقيقاً لمعايير السلامة والاعتبارات البيئية واعطائها الأولوية في توفير احتياجات البلاد من الطاقة للسنوات المقبلة ، مع الأخذ في الاعتبار الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، على أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل .
رابعاً : ولقد أثبتت الممارسة في مجال التجنيس انه من غير المعقول أن ينتمي إنسان إلى بوتقة الهوية الوطنية البحرينية والتي نعتز بها جميعاً ، إلا إذا كان متشبعاً بالروح الوطنية البحرينية العالية طبعاً وأخلاقاً وسلوكاً ، ومحترماً للقانون الذي هو أساس تلك الروح العريقة ، وأن يكون لديه انتماء ، والوطن بحاجة إليه ، وفي أضيق الحدود عدداً ، وذلك ما يجب الالتزام به .
أما على الصعيد الإقليمي , فلا تدخر مملكتنا وسعاً في دعم منظومة التعاون الخليجي , وترى أنَّ مجلس التعاون هو الإطار السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي الذيّ يحفظ للدول الأعضاء أمنها وقوتّها واقتصادها , وعلى الصعيد العربي تدعم البحرين كل المبادرات الخيرة والصحيحة التّي تصبُّ في النهوض بالعمل العربي المشترك من أجل قوةّ الأمة وتجديد حيويتها , لخدمة الأمن والسّلام والتقدم , ليسَ في المنطقة العربيّة وحدها , وإنما في العالم كله ..
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البحرين والدول الشقيقة والصديقة , فنحن ماضون ـ بعون الله ـ في تعزيز علاقات الجوار, وعلاقات التعاون , مع جميع الدوّل المحبّة للسّلام, بما يُكسب مملكة البحرين المزيد من التقدير والاحترام .
وفي هذا السياق نؤكد على الدور الذّي تقوم به مملكتنا العزيزة في خدمة قضايا التنمية والسلام في العالم , ودعم الحقوق العربية وصيانتها , وفي مقدّمتها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلّة على أراضيهم وعاصمتها القدس الشريف , إقراراً للسلام العادل الشامل , وعملاً مع المجتمع الدَولي لتكوينِ عالَمٍ خال من الصراعات والحروب , وهو دورٌ مشهود به لمملكة البحرين على مدى التاريخ.
فنحن ، ولله الحمد ، دولة عربية مسلمة منفتحة للتعايش بين مختلف الأديان والثقافات والحضارات .
أيها الأعضاء المحترمون , لقد كان الفصلان التشريعيان الأول والثاني لمجلسكم الموقر حافلين بالانجازات , واليوم نتطلّع إلى المزيد من ذلك في هذا الفصل الثالث أخذ اللّه بأيدينا جميعاً لما فيه خير شعبِنا , وعزةُ البحرين , ورفعةُ أمتِنا , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد ذلك القى معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى كلمة هذا نصها :- بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ..
حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه .
.
حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى حفظه الله ورعاه..
أصحاب سمو والمعالي والسعادة .. الحضور الكريم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، يتجدد اللقاء بكم في كل عام ، فيلتقي القائد بمريديه ، ويشرفني يا صاحب الجلالة أن أتقدم إلى جلالتكم باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء المجلس الوطني بأسمى آيات الشكر والامتنان على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثالث، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من العمل الوطني، نستكمل بها خطوات مشروعكم الوطني الكبير الذي جاء تجسيدًا لمصالح المواطن البحريني، ومعبرًا عن آماله وتطلعاته، وفاتحًا أبواب المستقبل أمامه .
ونحن اليوم نهنئ جلالتكم على النجاح الباهر الذي حققته الانتخابات البرلمانية والبلدية التي تمت في أجواء مفعمة بالديمقراطية، واتسمت بالتنظيم المحكم والنزاهة والشفافية، وتميزت بالمشاركة الشعبية الواسعة، مما جعلها موضع إعجاب وإشادة من مختلف دول العالم ، فكان ذلك دليلاً على أن التوجه الديمقراطي خيار ثابت وأصيل لا رجعة عنه، وبهذا وضعتم يا صاحب الجلالة الأسس لنظام سياسي متين يدع المستقبل يُولد على كف الحاضر دون عنت أو عناء .
وإنه لمن دواعي سرورنا أن يأتي تشريف جلالتكم اليوم متزامنًا مع احتفالنا بذكرى العيد الوطني المجيد وعيد جلوسكم الميمون، فنرفع إلى جلالتكم أسمى آيات التهاني والتبريكات، داعين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على جلالتكم بالخير واليمن والبركات، وأن يديم على جلالتكم موفور الصحة والسعادة وطول العمر، ويجعلكم ذخرًا لهذه المملكة، وقائدًا لمسيرتها المباركة .
صاحب الجلالة أصغينا جميعًا إلى كلمتكم السامية وتوجهاتكم السديدة، وهو ما كان له أبلغ الأثر في نفوسنا، لمّا تمثله من نبراس يضئ دروبنا، ورؤية تحدد خطواتنا، ومنهج يرسم طريقنا، ونحن نقوم بمسؤوليتنا الدستورية والقانونية في التشريع والرقابة بكل صدق وأمانة .
وسوف نضع نصب أعيننا مبادراتكم الخيّرة في تطوير التعليم والتدريب والارتقاء بالتعليم العالي، وكذلك إدارة الاقتصاد وفق رؤيتكم 2030 لتحقيق معدلات نمو معقولة، والعمل على خلق فرص عمل تساهم في رفع مستويات المعيشة وما تولونه جلالتكم لإيجاد مصادرٍ بديلةٍ للطاقة وتطوير ما هو موجود منها، ودعم جهودكم في إشاعة الأمن والاستقرار لأنه لا تنمية بدون ذلك .
ولا يمكن الحديث عن الإنجازات والنجاحات التي تحققت، دون الإشارة إلى ما تحقق في مجال حقوق الإنسان البحريني كونه هدف التنمية الشاملة ومحركها، فقد واصلت مملكة البحرين بقيادتكم الحكيمة نهجها الراسخ في الحفاظ على كرامة الإنسان وتحقيق متطلباته وآماله وضمان تمتعه بكافة حقوقه الأساسية.
صاحب الجلالة إن أعضاء المجلس الوطني وهم يبدءون أعمال الدور الأول من الفصل التشريعي الثالث يشعرون بالفخر والاعتزاز على ما تم تحقيقه من منجزات كبيرة على طريق مسيرتنا الوطنية في المجالات كافة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهم إذ يواصلون مسيرتهم البرلمانية يدركون عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ليأملون بتوفيق من الله وعونه وبالاسترشاد بتوجيهات جلالتكم السديدة وبالتعاون مع الحكومة الموقرة بأن يؤدو الأمانة التي يحملون شرف القيام بها، وذلك بتحقيق تطلعات المواطنين وتبنى قضاياهم والعمل على تعزيز المسيرة الديمقراطية، والانطلاق بالعمل البرلماني إلى آفاق أكثر رحابة، وأفضل إنجازًا، وأعمق أثراً في مسيرتنا الوطنية .
إن ما تم تحقيقه من إنجاز ما كان ليتم لولا التعاون والتنسيق مع حكومتكم الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه والذي كان لتوجيهاته الكريمة لأصحاب المعالي والسعادة الوزراء أبلغ الأثر في تمكين السلطة التشريعية من أداء مهامها بالشكل المطلوب .
وهنا لا بد من كلمة في حق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة فهو رجل دولة من طراز رفيع، مهموم بقضايا وطنه، متعمق في أوضاع مجتمعه، يعرف كيف يضع يده على قضايا الوطن وكيف يعالجها بهدوء الواثق المطمئن .
أما ولي عهدكم الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، فكان لتطلعات ورؤى سموه أكبر الأثر في تحفيز المجلس على المزيد من العطاء، بما يمتلكه من رؤية ثاقبة للأحداث، واستشراف ذكي للمستقبل، وقدرة فائقة على مزج السياسة بالاقتصاد، فكان تجسيدًا لمدرسة سياسية تؤمن بالواقعية، وتدرك الأبعاد الاقتصادية للأهداف الوطنية، مما أشاع فينا روح الثقة والتفاؤل بأن مستقبل أجيالنا القادمة في أيد أمينة .
صاحب الجلالة وليس لي في نهاية كلمتي إلا أن نحمد الله أن وهبنا قائدًا حكيمًا، شارك الحكماء حكمتهم، وشارك العقلاء عقولهم، وهو الذي سكنت البحرين وجدانه، وكانت قضاءه الذي عانقه، وقدره الذي أحبه، ووطنه الذي أعطاه، فكان القائد الإنسان كما يجب أن يكون .
جعلنا الله من "الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، ثم تشرف أعضاء مجلسي الشورى والنواب بالسلام على جلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الاعلى واختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي .

ليست هناك تعليقات: